الصراحة الصراحة حلوة.. هكذا يحب الكثير من الناس أن يبدأوا حديثهم. لكن إلى أي حد يمكن اعتبار هذه العبارة واقعية وصحيحة؟ في رأيي أن الصراحة بشعة.. بل ربما تكون من الأشياء الأكثر بشاعة في هذا العالم. البشر مخلوقات ضعيفة للغاية، هشة، لا تقوى في معظم الأحيان على تحمل الصراحة، ومواجهة العالم بصورته الحقيقية. ربما ندعي جميعاً أننا نحب الصراجة، ونسعى لمعرفة الحقيقة، ولا نستاء إذا ما صارحنا الآخرون بحقيقة رأيهم فينا، وما يكنون لنا في صدورهم. لكن كل هذا محض ادعاء. إننا لا نقوى على مواجهة الحياة بصورتها الحقيقية، ومن المستحيل أن نجالس الناس أو نؤاكلهم أو نشاربهم أو حتى أن نعيش معهم في نفس العالم إذا ما تجلت في أذهاننا أفعالهم المشينة، بل إننا لا يمكن أن نحتمل أنفسنا إذا ما حضرت ذكريات أفاعيلنا القبيحة في ذهننا. لسوف ينفجر رأسك لو استحضرت في ذهنك كل أفعالك المشينة، كل كذباتك، كل خطاياك وكل هفواتك، نواياك السيئة وأفكارك المنحرفة.. لا يوجد إنسان يستطيع أن يحتمل كل هذا التاريخ الوهمي والواقع الوهمي أيضاً لابد أن هناك مصطلح بعلم النفس يعبر عن هذا المفهوم، وهو ما تلجأ إليه النفس البشرية...