وحدة لكم أنت لطيفة يا عبير، نعم أعترف، لا تعدي هذا غزلاً فلست عليه قدير، ولو أنني حاولت التغزل لوجدتِ أن ما أقول كلاماً ثقيلاً مريراً كقهوة شيخ في السبعين أضناها حرق حبوبها وغلي مائها فصارت لا تستساغ إلا في فمه.. وأنت يا عبير غضة بريئة لا تناسبك قهوة الشيوخ، إنما يناسبك عصير الفاكهة أو رحيق لأزهار النادية. هل تفهمين الآن يا عبير؟ ..... ما أقول هو أنني قد شخت قبل الأوان، فصرت أرى ما لا ترين، وصرت ترين ما لا أرى. أنت تريدين رفيقاً لرحلتك، يشاركك الصعاب والمتع، يكون معك في الأفراح والأحزان، وأنا تقاربت عندي تلك الأشياء فصرت لا أجد الفرق بينها بنفس الحجم الذي ترين. ما أقول هو أن الموج حال بيننا، وصار الفراق هو الحل الوحيد. أعرف أنك تحبينني، وأنا كذلك أجدك كائناً بريئاً لا يمكن لمخلوق ألا يحبه، لكنني أعرف أيضاً أنك لا تحبينني كما أنا بالفعل، إنما تحبين الصورة التي ارتسمت في مخيلتك عني، تحبين الشكل الذي انطبع في ذهنك، تحبين آخراً ليس أنا على الإطلاق. تقولين أنك تعرفينني حق المعرفة، تعرفينني مثل معرفتي لنفسي، وأنا أقول يا صغيرتي هل تظنين أنني أعرف عن نفسي الكثير؟ إنما أنا م...