غلاف الكتاب |
كتاب خفيف و شيق، يقع في مائة صفحة. يصف فيه الكاتب عصرنا هذا-أفترض أنه مازال نفس العصر- بأنه عصر القرود. عصر انخسف فيه الإنسان و انحط إلى أدنى درجات البهيمية عندما أهمل روحه و عقله، و صار عبداً لجسده و شهواته. فيتحدث عن المرأة المرغوبة أو المرأة "السكس" -كما يسميها في الكتاب- تلك المائلة المميلة التي حولت نفسها لوجبة تنادي الآكلين.
ثم يعرض مظاهر قدوم عصر القرود من فساد الأرض و البحر و الجو و حتى الفضاء على يد الإنسان، علاوة عن الفساد الخلقي المصطبغ بصبغة عقلية كاذبة.
و ينتقل الكاتب إلى انتقاد الفهم الشائع عن الحب و الغرام؛ و يقدم مفهومه الخاص للعلاقة السليمة بين الرجل و المرأة و التي يرى أنها تعتمد على السكن و المردة و الرحمة كما ذكر القرآن لا على الحب و يعتبر الكاتب الحب صنم العصر الذي يطوف حوله العاشقين. حيث يرى أنه لا يشكل أساساً قويماً تنبني عليه علاقة. و يبين كيف أن الرجل الفاضل لا ينجرف في تيار العشق؛ و دلل على ذلك بدعاء يوسف لربه (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ)[يوسف:33] و كذلك برأي الإمام الغزالي في الحكمة وراء تعدد الزوجات في أنه لا يوحد في العشق إلا الله.و يبين الكاتب فكرته الصوفية الرائقة التي يكررها في كتبه من أن الجمال الذي نراه في وجه المحبوب ما هو إلا تجلي جمال الله، و أننا إذ نقع في عشق المحبوب و نتعلق به قد غفلنا أن من علينا أن نغرق في عشقه هو الخالق الذي تجلى لنا جماله في المحبوب، و نحن في ذلك لا نختلف كثيراً عن ذلك الذي لثم نحاس المقام و غفل أن المنوط بالتعلق هو روح الحسين.
غلاف |
و ينتقل إلى البحث عن المرأة الفاضلة و يعرض مثالاً لها في خديجة زوج الرسول و يبين أن المرأة أكثر تعلقاً بالمادة من الرجل ، و أنك يجب أن تكون محمداً لتستحق امرأة كخديجة. و يرى أن الفضيلة في المرأة مقترنة بنور الإيمان لذا فالفاضلة لابد و أن تكون مؤمنة، فإذا لم تكن كذلك فما عندها ليس الفضيلة إنما هو ذكاء و فطنة و أخلاق تعامل راقية.
ثم ينتقل الكاتب للحديث عن الشهوة و ما تسببه للإنسان منذ تولدها فيه. و يرى أن حرية الإنسان مقترنة بدرجة سيطرته على هذه الشهوة أو سيطرتها عليه، و أن الفرق بين هذه الحالة و تلك هو الفرق بين جبلاية القرود و بين المجتمع المتمدن. و أن على الإنسان العاقل التعامل مع الشهوة بوضعها في إطار سليم من الزواج أو الصوم، و توجيه الطاقات للعمل و الإنتاج. و يبين الكاتب الفرق بين الحب و الشهوة و الفرق بين الرجل و المراة في كل منهما.
ثم ينتقل للحديث عن اقتراب آخر الزمان. إذ تسارعت الأحداث و تقاربت النقلات العلمية و الحضارية و تفاقم الغلاء و زادت قدرة الإنسان على التدمير كما تضاعفت أعداد البشر و ظن البشر أنهم قادرون على الأرض و تهيأت الأوضاع لمعركة النهاية بين العرب و اليهود، و فسدت الأرض و لم يبق إذن سوى النهاية!
و يعرض الكاتب بعض مظاهر العدوانية التي طغت في عصر المادية بين جماهير تتقاتل بسبب مباراة كرة قدم و موسيقى صارت مزيج من التلوث السمعي و الهذيان، و حروب بين ذوي الدم الواحد و اللغة و الواحدة و العرق الواحد، و طغيان من القوي على الضعيف و اضطهاد للأقليات، و أجهزة الإعلام التي باتت تقتحم علينا منازلنا و تبث فيها سمومها. يرى أن ذلك حصاد اللهاث وراء المادة التي ملأت على الإنسان السمع و البصر و لم يعد يرى سواها.
غلاف |
ثم يرطب الكاتب جو الكتاب بأنشودة حب للذي خلق، هو أصل الجمال و ما بدى من جمال على جميل إلا هو أصله، و ما تتيم عاشق بحب إلا و هو المحبوب.
و يختم بعرض لأهمية الفضول في الحب، إذ أنه لو زالت الأسرار و تكاشف المحبون لانتهى الفضول و انتهى الحب.
اقتباسات من "عصر القرود":
“حاولوا أن تكونوا فضلاء أولا قبل أن تفتشوا عن المرأة الفاضلة ..فالثمار لا يمكن أن تظهر ألا إذا ظهرت الزهور أولا”
“نخن قادمون على عصر القرود فبرغم هذا الكم من التكنولوجيا التي وصل لها الانسانفنحن أصبحنا امام انسان اقل رحمة , اقل مودة , اقل عطفا ,اقل شهامه ,اقل مروءة ,واقل صفاء من الانسان المتخلف.”
“لإنسان هو إنسان فقط إذا إستطاع ان يقاوم مايحب ويتحمل ما يكره وهو إنسان فقط إذا ساد عقله على بهيمته وإذا ساد رشده على حماقته وتلك أول ملامح الإنسانية”
“بانتهاء الحياء تبدأ دولة القرود”
“تربية الفضيلة فالنفس امر مختلف عن تسمين الدجاج أو تربية الاسماك.. فليس للفضيلة وصفة علمية تنمو بها ولا بذور تشترى من السوق.. اما الفضيلة نور ولا يمكن ان تنور النفوس إلا بالاتجاه إلى مصدر الاشراق.. إلى الله صاحب الفضل في كل فضيلة.”
تعليقات
إرسال تعليق