يقدر عدد الكتب التي
كتبت ونشرت العام الماضي بحوالي عشرة مليون كتاب.
منها حوالي 9.999.000 في موضوع القيادة. أما
الباقي فكان عن الحمية والرياضة والسير الذاتية و هاري بوتر.
تفقد بعض عناوين هذه الكتب:
·
كيف تقود، من تقود، لما تقود،
كل أسئلتك عن القيادة مجابة؛
·
السمات الـ45690 للقادة
العظام؛
·
الوصايا العشر لتكون قائد
عظيم؛
·
القائد الراقص؛
·
دروس القيادة من الفضائيين؛
·
تعلم قيادة شركة في ثلاث
دقائق، أو استرد ضعف المبلغ؛
·
لا يمكنك تهجي كلمة قائد"Leader" بدون حرف الإي"e"؛
·
كيف تقود بالإمضاء؛
·
دليل هومر سيمسون للقيادة؛
·
كيف يقود الومبت؛
·
القيادة -الأسود الجديد؛
·
فيزياء الكم والقيادة الجديدة:
ماذا تعرف الإلكترونات عن القيادة؛
·
نماذج قيادة عسكرية هائلة، كيف
تجعلك قيادة دبابة في المكتب رئيس؛
و غيرها الكثير و الكثير
.
.
يبدو أن الجميع صاروا يؤلفون كتباً عن القيادة، والقادة،
أخذ زمام القيادة، كن قائداً، تعليم القادة، تدريب القيادة، إرشاد القادة، القيادة
من الأمام، القيادة من الخلف، القيادة من الجانب، القيادة من الأسفل، قيادة
القادة، وتعلم الدروس من القادة.
المضحك في الأمر هو أن القيادة كما نعرفها لم يعد لها
وجود. نقتل ملايين الأشجار، وندمر الغابات المطيرة، ونزيد الاحترار العالمي
لنصنع ورق نكتب فيه عن القيادة، بيد أننا نكتب عن شيء آخر لم يعد له علاقة
بالموضوع.
لقد تغيرت القيادة-تغيرت بمعدل هائل قد تحتاج
معه إلى اسم جديد.
وبما أن أحداً لم يقترح لها اسماً بعد؛ سأدعوها" Leading without Leading" أي القيادة بدون قيادة أو قد ولا تقد.
القيادة في هذا العصر ليست أن تقود؛ بل أن تكون نفسك.
القيادة الآن ليست باتباع طريقة أو نموذج، أو دورة
تدريبية جيدة، أو تعلم عشرات الدروس في القيادة الفعالة. إنها شيء يتعلق بك
أنت.
عماد أي منظمة هو أن يكون لديها أفراد مفكرين، مبدعين،
مبتكرين، شغوفين بالتعلم والتطور والتقدم كبشر.
فإذا عملوا معاً كفريق؛ فهذا عظيم.
إذا كان بإمكانهم تلاوة نصوص رسالة الشركة وقيمها ومحاسنها،
وغناء نشيد الشركة معاً في تناغم شديد؛ فهذا رائع.
لكن كم سيكون الوضع مذهلاً إذا كان كل شخص، كل فرد، كل
إنسان، يعمل بكامل طاقته، يستمتع بعمله، يعمل بشغف ونشاط، والأهم أن يطلق كل فرد عبقريته
الخاصة لتحسين أداء المؤسسة ككل؟
لقد جاء الوقت الذي حطمنا فيه مفاهيم القيادة العتيقة –
كل المفاهيم التي ظننا أنها أساسيات "القيادة الحديثة":
·
نص الرسالة............................انتهت!
·
قائمة قيم المؤسسة.....................ذهبت مع
الريح!
·
محاضرات التحفيز....................عفا عليها
الزمن!
·
نماذج القيادة...........................ذهبت
ولم تعد!
·
المنظمات القائمة على النظم.........لم يعد لها مكان!
·
بناء فرق العمل.......................شبعت
موت!
·
تطوير الثقافة.........................محيت
من الوجود!
·
عمليات إدارة التغيير................تلقت رصاصة في
القلب!
المنظمات كالبشر.
بشر لهم احتياجاتهم الخاصة. بشر لهم توجهاتهم الخاصة.
لهم هوياتهم الخاصة. لهم محفزاتهم الخاصة. بشر من حضارات مختلفة-بعضهم لهم لغات
مختلفة ومعتقدات مختلفة.
أهم ثلاثة أشياء تحتاجها لإنجاح منظمتك هم نفس الشيء
الأفراد، الأفراد، الأفراد.
السبب وراء كون البرامج التدريبية، والدورات، وورش
العمل، والمحاضرات غير فعالة هو أنها لا تقدم وسيلة تسمح لتفرد كل شخص أن
يتم التعبير عنه أو إشراكه؛ ناهيك عن تحسينه وتقديره.
إن مفتاح صنع مؤسسة ناجحة هو تشجيع، وتبني، وإطلاق
العنان للقوة والعبقرية بداخل كل فرد في المنظمة.
هذه هي القيادة الحديثة.
كان القادة يلقون المحاضرات، الآن يستمعون.
كان القادة يأمرون، الآن يشاركون و يمكنون.
كان القادة يدربون الآخرين، الآن يتطورون معهم.
كان القادة مسيسون، الآن شركاء.
كان القادة ملتزمون بنظام معين، الآن يستكشفون
ما يحتاجه الناس فعلاً.
كان القادة يتحملون المسئولية، الآن يشاركونها.
كان القادة يُلقَنون، الآن يبدعون.
كان القادة يرسون نظم ثابتة، الآن يخلقون فرص
لتحسينها.
كان القادة يبتكرون، الآن يوفرون البيئة
والفرصة للأفراد للابتكار الجمعي.
كل فرد يستطيع، وسيفعل، سيقودون بطريقتهم
الخاصة ويستغلون المواهب والمهارات التي يمتلكونها-طالما أن لديهم الفرصة
والبيئة المناسبة، والكثير من الثقة والإيمان.
مندوبة المبيعات التي تتحدث مع العملاء تقود المؤسسة
أثناء حديثها عن المنتجات والخدمات.
موظف الاستقبال الذي يتحدث مع الناس إذا اتصلوا على
الهاتف أو دخلوا باب المؤسسة يقود المؤسسة وهو يقابلهم ويحييهم.
الكهل الذي يفتح ويغلق باب جراج الشركة يقود المؤسسة
وهو يرجب بالضيوف ويرشدهم إلى المساحة الخالية.
إنهم يقودون المؤسسة بنفس معنى اتخاذ المدير العام
للقرارات الخاصة ببرامج الشركة، أو قيادة رئيس مجلس الإدارة للنقاش حول
استراتيجيات الشركة، أو كما يحدد رئيس الحسابات الطريقة المثلى لإدارة ميزانية
الشركة.
كل فرد يقود-بطريقته الخاصة، وبالطريقة
التي تطلق طاقته الكاملة.
بمجرد أن تتوقف عن النظر إلى القيادة على انها دور الإدارة
العليا، على أنها شيء يمتلكه فقط بعض الأشخاص الموهوبين، عندما تنسى سخافات "
القادة يولدون قادة"، عندما تتوقف عن محاولة ملائمة كل شخص على نفس نموذج
القيادة المثالي الخرافي الذي قرأت عنه في الطائرة خلال رحلتك الأخيرة-عندما تتعهد
بحزم أن تطلق العنان لقدرات كل فرد في المؤسسة، عندها سيكون من المستحيل إيقافك.
وين جولد سميث
ترجمة عصام رفعت
تعليقات
إرسال تعليق