الطبيعي أن تفعل ما يروق لك، و ما يتفق مع قيمك.
و الطبيعي أنه بناءاً على افكارك، و توجهاتك، و قيمك يصنفك الناس.
و التصنيف عموماً سواء تصنيف توجهات الناس، أو التصنيف العلمي للمواد، أو الكائنات... الفكرة وراءه هي محاولة تسهيل الفهم و توقع التصرفات. ففي علم الأحياء مثلاً يوجد نبات و حيوان، و تحت تصنيف الحيوان تجد فقاريات و لا فقاريات و هكذا تتابع التصنيفات و تتداخل
فتستطيع أن تضع وصفا عاما للكائنات الموجودة تحت كل تصنيف.
كذلك في البشر؛ مثلاً من يعتنق أفكار تخص مساندة حقوق العمال و العدالة الاجتماعية و حقوق الطبقات الكادحة نسميه يساري.
هذا هو الوضع الطبيعي .
الغير الطبيعي أن تصنف نفسك بنفسك و تتصرف بناءاً على هذا التصنيف.
فتعتقد في هذا الرأي أو ذاك لأنك إسلامي و تتخذ هذا الموقف لأنك إخواني و تعارض هذا الأمر لأنك ليبرالي و تساند تلك الفكرة لأنك ناصري.
و إذا كان تصنيف الآخرين أمر غير حسن إذ أنه ينطوي على تعميم و قولبة و يأتي بظلم بين في الحكم على الناس، -و مجرد التفكير في الحكم على الناس و تصرفاتهم ليس بالأمر الجيد-. فإن تصنيف الذات أخطر و أخطر؛ إذ أنه يدفعك إلى تأييد و مساندة بل و اعتناق آراء لمجرد كونها تابعة لهذا التيار الفكري أو السياسي.
إذا كان تصنيف الآخر ينطوي على إساءة الحكم على الآخر و يحرمك خير أفكار هذا الآخر فترفضها دون تفكير لمجرد أنها أراء هذا الآخر، فإن تصنيف الذات يحرمك خير أفكارك أنت و أرائك أنت. هو ببساطة استغناء عن عقلك و استبداله بالتبعية لعقول آخرين.
لكن الله سبحانه و تعالى وهب كل منا عقلاً مستقلاً..إذا تحسست رأسك لن تجد أي أسلاك موصولة بأشخاص آخرين، و نتيجة لذلك فأنت مساءل عن كل خيار أخذته أو لم تأخذه في حياتك. أنت المسئول الوحيد في النهاية.
تعليقات
إرسال تعليق