لا أستطيع أن أعطيك نسبة محددة.. لكن تأكد أن نسبة مخيفة من الكتب التي صدرت هذا العام.. اسم المؤلف المكتوب عليها لا يعني أنه كتب شيئاً.. بل هو الـproducer يا سيدي!
ولا أعرف أي نوع من الأغاني تفضل.. لكن تأكد أن كثيراً منها لم يغنها ذلك الذي تحتل صورته غلافها.. ونشرها على قناته الرسمية على اليوتيوب.. بل هو الـ producer يا سيدي!
لم تنتشر هذه الظاهرة في العالم العربي بشكل كبير بعد، وإن كانت قد بدأت تجد طريقها في صناعة الكتب. من عدة سنوات شاهدت لقاء مع د. طارق السويدان سأله فيه مضيفه كيف يجد وقت لتأليف هذا الكم من الكتب رغم انشغاله بإدارة قناة الرسالة وإدارة مشاريعه وشركاته الخاصة وتقديم البرامج التلفزيونية والدورات التدريبية. فكانت إجابة الرجل صريحة بما يكفي، قال أنه لا يكتب.. ولم يعد أحد يكتب، المؤلف يضع الخطوط العريضة ويكلف فريق بحثي بجمع المعلومات والكتابة!
ربما كان السويدان يضع الخطوط العريضة.. لكن تأكد أن غيره لا يضع حتى عنوان الكتاب.. و إسهامه الوحيد في الكتاب هو اسمه الذي يزين صفحة الغلاف!
ربما كان السويدان يضع الخطوط العريضة.. لكن تأكد أن غيره لا يضع حتى عنوان الكتاب.. و إسهامه الوحيد في الكتاب هو اسمه الذي يزين صفحة الغلاف!
الأمر أكثر وضوحاً في عالم الغناء.. خذ عندك مثلاً.. أفيتشي دي جي سويدي شهير ينتج أغاني باستمرار تحمل اسمه.. ربما تكون سمعت له hey brother أو addicted to you أو wake me up أو broken arrows أو waiting for love
وكلها أغاني جيدة.. لكن المشكلة أن كل أغنية منهم يغنيها شخص مختلف!
وكلها أغاني جيدة.. لكن المشكلة أن كل أغنية منهم يغنيها شخص مختلف!
نعم.. فالسيد أفيتشي ليس أكثر من براند.. لا يفعل شئ وينسب إليه كل شيئ.
هو يأتي بمن يكتب الكلمات هذا هو من اصطلحوا على تسميته بالكاتب الشبح ghost writer وهناك من يوزع وهناك من يلحن وهناك من يغني وكلهم أشباح..
هو يأتي بمن يكتب الكلمات هذا هو من اصطلحوا على تسميته بالكاتب الشبح ghost writer وهناك من يوزع وهناك من يلحن وهناك من يغني وكلهم أشباح..
ثم تصدر الأغنية وعنوانها wake me up by Avicci
فقط by Avicci لا تعرف من غنى ومن كتب!
فقط by Avicci لا تعرف من غنى ومن كتب!
ليس أفيتشي وحده من يفعل ذلك.. كل الدي جي المشهورين تييستو، وديفيد جوتا، كالفين هاريس وغيرهم على نفس المضمار.
يعمل كدي جي، ثم يشتهر، ثم يزيد شهرة.. يصبح لاسمه قيمة.. بل يصبح اسمه براند لابد من استغلاله... يواصل هو ترحاله بين البلاد تسعة شهور في العام لتقديم الحفلات.. بينما كتيبة من الأشباح تعمل في الظلام على إعداد أغانيه الجديدة. . يصدر الألبوم الذي يزينه اسمه.. يحوز نجاحاً باهراً.. ويجمع أكواماً من المال.
هكذا يزداد شهرة، تزداد قوة وقيمة البراند، يواصل هو ترحاله.. ويواصل الأشباح الكتابة والغناء.. ويواصل الناس الشراء.
هكذا يزداد شهرة، تزداد قوة وقيمة البراند، يواصل هو ترحاله.. ويواصل الأشباح الكتابة والغناء.. ويواصل الناس الشراء.
ماذا أيضاً؟
هل سمعت من قبل عن شركة اسمها لوكسيتكا Luxottica؟
لا؟
هل سمعت من قبل عن شركة اسمها لوكسيتكا Luxottica؟
لا؟
لكنك بالطبع تعرف نظارات ريبان، وتعرف أيضاً نظارات شانل، دولتشي آند جابانا، بولو، أرماني، جوتشي، برادا وغيرها.
حسناً.. لوكسيتكا هي الشركة المصنعة لكل النظارات التي تحمل اسم أكبر ماركات النظارات وبيوت الأزياء في العالم، والمتنافسة فيما بينها..
تملك لوكسيتكا بعض الماركات من ضمنها البراند الأشهر ريبان.. وتقوم بأعمال التصميم والتصنيع لصالح الباقين.
تقريباً لا يوجد منافسين للوكسيتكا، ربما نفهم الآن لماذا هذه الأسعار المبالغ فيها.
ما الرابط بين هذه الأشياء؟
لا شيء سوى أنها تبين أن العالم ليس بالبساطة التي نعتقدها..لم يعد هناك شيئ بسيط أو مباشر في هذا العالم.. كل شيء يزداد تعقيداً.. لم يعد هناك شيئ طبيعي..
لا أعرف إن كانت القواعد التي أرستها جداتنا في أنه من جد وجد، ومن طلب العلا سهر الليالي كانت صحيحة في الماضي.. لكنها لا تعمل في عالمنا هذا.
لا أعرف إن كانت القواعد التي أرستها جداتنا في أنه من جد وجد، ومن طلب العلا سهر الليالي كانت صحيحة في الماضي.. لكنها لا تعمل في عالمنا هذا.
تعليقات
إرسال تعليق