التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٨

زاوية رؤية

قال صديقي؛ إنهم أوغاد، استعماريون، مصاصو دماء، أكلة لحوم بشر. لكنهم يظهرون في الأخبار والأعمال الفنية وكأنهم قديسين. وأحيانًا ينطلي علي الأمر وأنسجم، وأصدق لدقيقة أنهم ذوو مرؤة وإنسانية، وأنسى أفعالهم اللاإنسانية المقيتة. ولو تركته لاسترسل، وقال وقال. لكنني استوقفته بسؤال، إذا كنا نراهم هكذا؛ فكيف يروننا؟ بدت محاولة تخيل أو تخمين كيف يرانا الآخر عسيرة للغاية، حتى ظننت أن العرق سيتسرب من جبينه منفلتًا للأسفل ليمتزج بعضه بعينيه الزائغتين ليحرقهما فيزيده فوق الحيرة والارتباك ألمًا وضجرا. لكن العرق لم يتسرب من جبينه -ولله الحمد- إلا عينيه ظلتا تبحثان عن شيءٍ ما في أركان الغرفة حتى كاد بياضهما يصيبه الاحمرار. ما عايشه صديقي هو ما نعايشه جميعًا عندما نفعل شيء ما لأول مرة. كذلك اليوم الذى حاولت فيه ركوب الدراجة لأول مرة، وذلك اليوم الذي بدأت فيه تعلم القيادة، أو اليوم الذي أمسكت فيه بالبندقية وحاولت إصابة هدف. كلها أيام متشابهة. بعد محاولة وأخرى صرت بارعًا في ركوب الدراجة، صرت تقود بذراعٍ واحدة، وبدون ذراع أيضًا. صرت تجيد قيادة السيارة، كما صرت ماهرًا بالرماية. كل ما تطلبه