التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٣

ماءٌ طبيعي

لم يروا أبداً في حياتهم الماء النقي فقط يدفعهم عطشهم إلى البركة الآسنة العكرة يتجرعون منها ما يروي عطشهم ثم يبصقون من أفواههم الطين  حتى ذلك اليوم الذي عاد فيه ذاك الفتى مهرولاً يصيح في القبيلة لقد وجدت ماء نظر الجميع له كأبله و ما حاجتنا إلى الماء و لدينا البركة؟ أنتم لا تفهمون لقد وجدت عين ماء ماء حقيقي لم أرى مثله من قبل شفاف ليس له لون العكارة و الطين  و لا رائحة العطن و لا طعم الأسن لا تبصق بعد شربه إنه ما نحتاج إليه يروي العطش لا أستطيع أن أصف لكم أبداً كيف كنت أشعر و أنا أشربه فقد تعالوا معي لتروه لن نشرب سوى من البركة إنها ما عشنا عليه طوال أعمارنا و لم تصبنا بسوء ما الذي يدرينا لعل ماؤك يقتلنا، أو يسلبنا بأسنا و قوتنا، أو يحيلنا مسوخاً كيف هذا ألا ترون أن بركتكم آسنة راكدة الماء مليئة بالأوساخ و الطين ألا ترون أن بعض الحيوانات تبول بها حتى! ألا تمتليء أفواهكم بالطين بعد أن تشربوا منها و تسعلون مراراً حتى تخرجوا طينها من أجوافكم؟ ألا تصبغ طعامكم بسواد طينها و تملؤه بعطن رائحتها و مرارة طعمها؟ لقد رأيت العين و شربت مائها  و عرفت أنه الماء الطبيعي