التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٧

رومانسية على ما قسم - قصة أقصر من اللازم

وردة بصوت يلفه الهيام قال هامساً "سأحبك دائماً، فحياتي بدونك لا معنى لها". وانحنى ليقطف وردة جميلة، لكن قطفها كان عسيراً عكس ما توقع.. "تباً لهذه الوردة السخيفة تفسد هذا الجو الرومانسي البديع، يلتقطون الورود في الأفلام التقاطاً، لماذا يوقعني حظي في وردة عنيدة!"  وأخذ يثني الساق ويجذبها. أخيرًا نجح، فأمسك بالوردة وتششمها مغمضاً عينيه، لكنها لم تكن ذات رائحة.. "إذن فهذه الوردة مصرة على إفساد مزاجي!" حسناً قرر أنه بدلاً من أن يعطيها الوردة كي تشمها، فليضعها بشعرها أفضل طالما أنها بلا رائحة، يبدو هذا أكثر رومانسية حتى.. لكنها ترتدي حجاباً، لا بأس، يدسها إذن تحت الحجاب فوق أذنها. أحنت رأسها في خجل عندما مد يده ليضع الوردة، فابتسم وباشر دس الوردة، مركزاً بصره على عينيها وعلى وجهه بسمة رومانسية هادئة، وبدأت شفتيه تتحرك ليقول لها أحبك.. لكن أخرسته صرختها ويدها التي ضربت يده لتطوح الوردة لم يفهم شيء إلا عندما رأى خط دم يسيل من جانب رأسها "يالسخفي، إنه شوك الوردة" "تبا للوردة ولمن زرعها وللحديقة كلها!"

ماذا تريد؟

الإنسان ساعة المنى والحلم يطمح في كل شيء. يحلم أن يحصد مال الدنيا ومتعها، يتزوج أجمل النساء، يسكن أبهى القصور، يصاحب علية القوم، يتبوء رفيع المكانات والمناصب، يكون صاحب رأي مسموع. تارةً أخرى يحلم أن يرضي ضميره ويشبع روحه بأن يؤدي المتطلبات الروحية والدينية، يشبعها ويزيد، يحفظ القرءان، يدرس العلوم الدينية، يجتهد في العبادات فروضها ونوافلها، يسعى في الخيرات، ينفق من ماله حتى يفوق أكابر الباذلين، وأكثر وأكثر. تارة أخرى يحلم أن يرى نفسه يغير العالم بعمله، كأن ينتج من الاختراعات ما يبهر البشر ويغير حياتهم ويحيل العالم إلى مكان أفضل، أو ينتج عملاً أدبياً أو فنياً تتحاكى به الأجيال ويكون له أثر عظيم وتأثير بليغ في وجدان البشر أجمعين. وهكذا، لا يسأم الإنسان من دعاء الخير أبداً. فهو يريد كل شيء، يريد الأفضل والأكمل في كل الاتجاهات. هذا شيء راسخ في وجداننا، في أعماق نفوسنا، راسخ في لا وعينا. لكنك إذا ما سألت جارك، أباك، أخاك، صديقك عما يريد أو يريدون في هذه الحياة، فإنه سيجيبك بأن جل ما يريده هو السلامة والستر! كيف يكون هذا؟ وما مصدر هذا التضارب بين منى النفس الخفي، وبين ظاهر القول وظاهر