التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٣

تعريف بكتب مصطفى محمود (1) عصر القرود

غلاف الكتاب كتاب خفيف و شيق، يقع في مائة صفحة. يصف فيه الكاتب عصرنا هذا- أفترض أنه مازال نفس العصر -  بأنه عصر القرود. عصر انخسف فيه الإنسان و انحط إلى أدنى درجات البهيمية عندما أهمل روحه و عقله، و صار عبداً لجسده و شهواته. فيتحدث عن المرأة المرغوبة أو المرأة "السكس" -كما يسميها في الكتاب- تلك المائلة المميلة التي حولت نفسها لوجبة تنادي الآكلين. ثم يعرض مظاهر قدوم عصر القرود من فساد الأرض و البحر و الجو و حتى الفضاء على يد الإنسان، علاوة عن الفساد الخلقي المصطبغ بصبغة عقلية كاذبة. و ينتقل الكاتب إلى انتقاد الفهم الشائع عن الحب و الغرام؛ و يقدم مفهومه الخاص للعلاقة السليمة بين الرجل و المرأة و التي يرى أنها تعتمد على السكن و المردة و الرحمة كما ذكر القرآن لا على الحب  و يعتبر الكاتب الحب صنم العصر الذي يطوف حوله العاشقين. حيث يرى أنه لا يشكل أساساً قويماً تنبني عليه علاقة. و يبين كيف أن الرجل الفاضل لا ينجرف في تيار العشق؛ و دلل على ذلك بدعاء يوسف لربه  (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ) [يوسف:33]  و كذلك برأي الإ

زومبي..الإنسان في وضع حفظ الآلة

         قالوا أن الحيوانات يمكن أن تأمنها وهي شبعانة وتخافها وهي جائعة، أما الإنسان تأمنه جائعاً و تخشاه شبعاناً. الإنسان يتبدل في العوز، لا يأبه بحقوقه أو واجباته، ما يحب أو ما يكره، ما يليق أو ما لا يليق. لا يأبه بأي شيء سوى الحفاظ على الآلة (الجسد). إنه أشبه ما يكون بزومبي يفقد كل مشاعره و ملكاته و أفكاره و يتحول إلى آلة متحركة لا بشيء سوى بدافع الحصول على ما يسد حاجاته الحيوانية. زومبي يبدو أن نسبة كبيرة منا قد أصابها الوباء و تحولت إلى زومبي. وباء صنعه الجوع و الفقر و المرض و التعليم المريع و القهر المحيط و الإرهاب الدائم و  الذل و الخوف و الجهاد من أجل متطلبات الحياة الأساسية على مر سنوات و سنوات. علمونا في مدرستنا إزاي نحب مصر؟ الأغنية جميلة لكني لا أعرف أين هذه المدرسة العظيمة التي تعلم طلابها الحب و التآخي و الوطنية  و الصدق و الأخلاق الحميدة والوحدة الوطنية.  لم أر مدرسة في مصر لا تعلم نقيض هذه الصفات. المدارس المصرية هي المفرخ الأول لكل صفات الكراهية و العداء و الإنحراف الأخلاقي. لا أستثني من هذا سوى بعض غريبي الأطوار في بعض المدارس ممن اتخذوا الصدق

ثلاثة فروق بين القائد و المدير

                   ذات مرة استوقفني مدير شاب و سألني " أقرأ كل شيء عن القيادة، و قد طبقت العديد من الأفكار، و أظن أنني أبلي حسناً في قيادة فريقي. كيف يتسنى لي أن أعرف ما إذا كنت قد ارتقيت من كوني مدير إلى قائد؟". لم يكن لدي إجابة جاهزة، و هذا موضوع معقد، لذلك اتفقنا على أن نتحاور في اليوم التالي. فكرت كثيراً بجد، و انتهيت إلى ثلاث نقاط تساعدك في تحديد ما إذا كنت قد عبرت الفجوة بين إدارة الأفراد و قيادتهم. إحصاء القيمة و خلق القيمة  ربما كنت تحصي القيمة و لا تضيف إليها؛ إذا كنت تدير. المدراء فقط هم من يحصون القيمة. بل إن بعضهم يقلل القيمة عن طريق تعطيل أولئك الذين يضيفون إليها. إذا فُرض على قاطع ماس أن يبلغ عن عدد الأحجار التي قام بتقطيعها كل 15 دقيقة، عن طريق هذا التشويش يقلل مديره من القيمة. على النقيض من ذلك؛ القادة يركزون على خلق القيمة، عندما يقول القائد" أريد منك أن تهتم بـ(أ) و أنا سأتولى (ب)" يولد قيمة علاوة على القيمة التي ينتجها فريقه. و بهذا يكون خالق للقيمة مثل أتباعه. القيادة بالقدوة، و القيادة بتمكين الأفراد هما علامتا القيادة الم