التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٣

قامة في القمامة

لم تكن تلك أول مرة أرى فيها رجل يبحث في صندوق قمامة على بقايا طعام.. هو مشهد رأيته كثيراً، ورآه معظم المصريين.. نعم رأيت الأطفال يتجولون في الشوارع ينتقلون من صندوق للذي يليه، يفرغون محتوياته ثم يبدأون متضاحكين الفرز قطعة قطعة..ربما تشاجروا على قطعة مميزة..أو عثر أحدهم على كيس رقائق بطاطس ممتليء عن آخره فرزق الآخر منه..أو لربما وجد نظارة شمسية فقدت إحدى عدساتها، فتهلل وجهه للكنز الذي عثر عليه لتوه وارتداها و ظل يلهو متقافزاً، وصديقه يطلب منه أن يعطيها له كي يجربها. نعم و رأيت ذلك العجوز في المترو يفعل نفس الشيء بسلال المحطة، لكن بنظرة مختلفة ..فيها الملل و العجز والصبر مجتمعون في تكشيرة تقول الكثير. و تلك المرأة التي لم أر وجهها  حين انكفأت على كومة القمامة تقلب فيها دون طائل. و غيرهم ..رجال و نساء و أطفال.  ليسوا متسولين..كلا فالمتسول يأنف أن يفعل ذلك. لكنهم يأنفون أن يتسولوا.  أما هذا الرجل فكان مختلفاً. كان يرتدي ثياب كلاسيكة متناسقة ونظيفة، لو رأيته لحسبته مدرس في مدرسة ابتدائية، أو محاسب في إحدى المصالح الحكومية. ليس هذا هو الشيء الملفت فيه. الغريب حقاً هو وجهه.

أطفال عبده موته

باهتمام شديد شاهد المدرس الشاب مقطع فيديو يوضح أساليب شيقة في التدريس بإدماج الطلبة بدلاً من تلقينهم، و إشراكهم في إنتاج الأفكار ليستنتجوا بأنفسهم بدلاً من أن يشرح لهم المدرس بالأسلوب التقليدي. قرر أن يجرب الطريقة مع طلبته، و اختار أن يسأل الطالب عن قدوته فإذا ما ذكر الطالب قدوته؛ استخرج منه الأسباب التي تجعله يعتبر هذا الشخص قدوته . و هكذا يدور النقاش في الفصل عن كيف حقق هذا الشخص نجاحه و كيف يمكن أن أنجح مثله. و لتحفزه الشديد للفكرة قرر أن يضع قائمة بالأسماء التي يتوقع أن يختارها الطلبة كقدواتهم فيقوم بالتعرف أكثر على تلك الشخصيات حتى يستطيع أن يدير الحوار حولهم بشكل أفضل. أحمد زويل- نجيب محفوظ-أفراد العائلة(الجد- الأب - الأم......) -محمد أبو تريكة-طه حسين- بعض الصحابة المشهورين.-بل جيتس- فاروق الباز. ***** في الفصل -المدرس: حسناً يا أولاد اليوم مختلف قليلاً. لن أطلب منكم إخراج الكتب و لن أرى الواجب و لن أعاقب. فقط سنتحاور قليلاً. من يعرف معنى كلمة قدوة؟ تسري همهمة -لا.. لا ..صحيح هذه الحصة مختلفة لكن ماحدش يتكلم دون استئذان. قول أنت يا حسن. - الطالب: "