التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٧

كيف ترانى نلتقي

وحدة لكم أنت لطيفة يا عبير، نعم أعترف، لا تعدي هذا غزلاً فلست عليه قدير، ولو أنني حاولت التغزل لوجدتِ أن ما أقول كلاماً ثقيلاً مريراً كقهوة شيخ في السبعين أضناها حرق حبوبها وغلي مائها فصارت لا تستساغ إلا في فمه.. وأنت يا عبير غضة بريئة لا تناسبك قهوة الشيوخ، إنما يناسبك عصير الفاكهة أو رحيق لأزهار النادية. هل تفهمين الآن يا عبير؟ ..... ما أقول هو أنني قد شخت قبل الأوان، فصرت أرى ما لا ترين، وصرت ترين ما لا أرى. أنت تريدين رفيقاً لرحلتك، يشاركك الصعاب والمتع، يكون معك في الأفراح والأحزان، وأنا تقاربت عندي تلك الأشياء فصرت لا أجد الفرق بينها بنفس الحجم الذي ترين. ما أقول هو أن الموج حال بيننا، وصار الفراق هو الحل الوحيد. أعرف أنك تحبينني، وأنا كذلك أجدك كائناً بريئاً لا يمكن لمخلوق ألا يحبه، لكنني أعرف أيضاً أنك لا تحبينني كما أنا بالفعل، إنما تحبين الصورة التي ارتسمت في مخيلتك عني، تحبين الشكل الذي انطبع في ذهنك، تحبين آخراً ليس أنا على الإطلاق. تقولين أنك تعرفينني حق المعرفة، تعرفينني مثل معرفتي لنفسي، وأنا أقول يا صغيرتي هل تظنين أنني أعرف عن نفسي الكثير؟ إنما أنا م

امتهان

وماذا بعد يا علاء.. ألم تتم دراستك الجامعية، وأنهيت التجنيد الإجباري، ماذا تنتظر إذن؟ لماذا لا تسعى لتلتحق بعمل كخلق الله؟ من يسعى يجد، أليس كذلك؟ هل تعتقد أن الوظيفة ستأتيك إلى باب دارك؟ لم يعد هذا يحدث يا ولدي.. أيامي وأيام جدك كنا نجلس في البيت ننتظر إلى أن يأتينا خطاباً في مظروف أصفر يخبرنا أنه تم تعييننا في الوظيفة الفلانية.. لكن لم يعد هذا وارداً في أيامكم هذه. اسعى وعافر.. هذا هو السبيل الوحيد. لا بد لكل إنسان من امتهان مهنة يكسب بها رزقه يا ولدي.. لو كنت ممن يستطيعون لسعيت لك عند أصحاب الأعمال أو ذوي النفوذ.. أما والأمر كما تعرف فلا حيلة لي ولا لك إلى مثل ذلك. صدقني يا ولدي.. أشعر بالذنب كوني لا أقدر على مساعدتك بينما أرى هذا ينفق في سبيل إلحاق ولده بعمل في إحدى الدول الغنية، وهذا يجد من يتوسط لولده ليتم تعيينه في وظيفة بالدولة، وهذا قد أعد لولده مكاناً في شركته، وذاك قد ألحقه بعمل عند بعض معارفه.. وأجدني لم أقدم لك شيئاً.. فلا المال لدي، ولا النفوذ، ولا المعارف ذوو النفوذ. وكل ما أستطيع أن أساعدك به هو النصيحة. ولا أجد لك نصيحة سوى السعي والاستعانة بالله، فليس ل