التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف نقيس مدى نجاح التعليم عبر الانترنت




the web

      أحد مساوئ المقررات الهائلة المتاحة عبر الانترنت أنها ليست على درجة عالية من الفعالية، على الأقل اذا قيست الفعالية على أساس معدلات الإنجاز.

فإتمام 20% من الطلاب لمقرر عبر الانترنت يعتبر انجاز هائل، و اتمام 10% أو أقل من الطلاب للمقرر هو المعدل العادي. لذا فإن المقررات المتاحة عبر الانترنت لا تزال في طور الهواية و لم تصل بعد لدرجة أن تكون بديل حقيقي للتعليم التقليدي.

الداعمون للتعليم عبر الانترنت  يرون أن لغة الأرقام تصب في صالحه حيث أنه استطاع خلال فترة قصيرة أن يمهد للحدث الهائل المقبل على الانترنت –الجامعات. اذا حضر 100000 طالب مقرر مجاني عبر الانترنت و أتمه منهم 5000 فقط فإن الرقم ليس بهين.


إن طبيعة المقررات المتاحة عبر الانترنت من حيث كونها رقمية و منشورة على الشبكة يجعل منها وسط مثالي لتقييم المحتوى. في وقت سابق هذا الأسبوع أعلنت جامعة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا تعاقدها مع احد مطوري المقررات المتاحة عبر الانترنت يوداسيتي Udacity لتصميم ثلاث مقررات تجريبية. و قد ذكروا أن المؤسسة الوطنية للعلوم وافقت على تمويل بحث لدراسة تأثير هذه المقررات.
يوداستي و غيرها من مصممي المقررات المتاحة عبر الانترنت يتحركون بسرعة تجاه طرق تدريس جديدة بديلة لطريقة محاضرات الفديو. طرق عالية التفاعلية تعتمد على تقديم الاختبارات البسيطة بشكل متكرر و كذلك معلمين بشر لتقديم دعم مباشر للطلاب.

بالإضافة الى ذلك هناك دلائل مبكرة تشير لدور التفاعلية العالية و التغذية المرتجعة الشخصية في التعليم عبر الانترنت في توفير بنية تعليمية لا يمكن أن يضاهيها التعليم التقليدي.


دِوولينجوDuolingo نظام مجاني على الانترنت لتعليم اللغات و الذي انبثق من مشروع بحثي لجامعة كارنجي مِلون ليس شبيه بالمقررات التعليمية التقليدية المتاحة عبر الانترنت. ذلك النظام الذي يقدم الآن الألمانية و الفرنسية و البرتغالية و الإيطالية و الإسبانية و الإنجليزية  أصبح يخدم  مليون مستخدم تقريبا، و يستخدم الموقع بشكل يومي حوالي مائة ألف دارس . ربح الشركة يعتمد على استخدام الدارسين في ترجمة ملفات بشكل جمعي.
خمسة و سبعين بالمائة من الدارسين هم من خارج الولايات المتحدة، يقول عالم الحاسب بكارنجي مِلون لويس فون آن أن الطلاب الأجانب أكثر حماساً و معدل اتمامهم للمقررات أعلى من نظرائهم من الأمريكيين.


الشركة التي أنشأها د. فون آن و طلابه أجرت دراسة حول مدى فعالية نظام تعليم اللغات و التي أشارت إلى ان الطلاب يتعلمون اللغات بمعدل أسرع عبر الانترنت. الدراسة التي أجريت هذا الخريف بواسطة رومن فيسلينوف- أستاذ مساعد زائر في الاقتصاد بجامعة كوينز بنيويورك-، وجون كريجو- رئيس قسم الاحصاء بجامعة شمال كارولينا-،  قارنت بين دِوولينجو و التعليم التقليدي ووجدت أن الشخص العادي الذي لا دراية له باللغة الاسبانية يحتاج إلى حوالي 34 ساعة ليغطي ما يعادل الفصل الدراسي الجامعي الأول . و على الرغم من أن عدد ساعات الدراسة لمقرر في اللغات في الفصل الجامعي ليس لها رقم ثابت، فإن د. فون آن قال أن هذا المقرر في كارنجي مِلون ربما يتطلب حوالي 135 ساعة من الدراسة.

و أفاد الباحثون أن "العامل الرئيسي للفعالية العالية هو حماس المشاركين؛ حيث أن أعلى تقدم في الدراسة هو في صالح الطلاب الذين يتعلمون اللغة لأجل السفر، و الاقل كان لأولئك الذين يتعلمون لرغبة شخصية. عامل آخر أثر على الفعالية هو معرفة الطالب السابقة باللغة الإسبانية، حيث حاز المبتدئون أعلى نسبة إنجاز بينما نسبة إنجاز المتقدمين في هذه اللغة كانت الأقل".

الباحثون قاموا في وقت سابق باجراء أبحاث حول مدى فعالية بعض البرامج التعليمية التجارية مثل روزيتا ستون، و أورالوج، و برلتز؛ حيث بدأوا بعينة من 556 طالب من مستخدمي خدمة ديولينجو.
أشار د. فون آن إلى أن النتائج مازالت أولية، و الباحثون نوهوا أنه لا يمكن تعميم النتائج على مقررات أخرى غير الاسبانية اعتمادا على العينة. و لكنه أشار أيضاً الى أنه بدأ دراسة أطول و أعم مع باحثين آخرين. و في هذه الأثناء دِوولينجو مستمرة في النمو بسرعة على طريق المقررات المتاحة عبر الانترنت- يشترك في الموقع حوالي 15000 الى 20000 ألف مستخدم جديد يوميا،  و يتوقع د.فون آن أن عدد المستخدمين ربما يتضاعف خمس مرات خلال العام المقبل.

تعمل الشركة الآن على إضافة اللغة الصينية الى قائمة لغاتها، مع التركيز على تعليم الانجليزية للمتحدثين بالصينية.  إذ تبين أن حوالي 1.2 مليار انسان في العالم يودون تعلم لغة أجنبة منهم 400 مليون في الصين.

 ترجمة عصام رفعت

التسميات:

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تحدد كونك مجنون أو عاقل؟

  هل أنت مجنون، أم عاقل؟ طبعاً عاقل؛ هل جننت؟ و ما أدراك أنك عاقل؟ كيف أبدو لك؟ دعك مني، ما دليلك على كونك عاقل? لا أتصرف كالمجانين. و هل يدرك المجنون أنه يتصرف كالمجانين؟ أقصد لا أرتدي ثياب ممزقة، و لا أضرب الناس، و لا أكلم نفسي، و لا أتخيل أشياء غير موجودة. و هل يدرك المجنون إتيانه لهذه التصرفات؟ حسناً، كيف تثبت أنت أنك عاقل؟ لا أستطيع أن أثبت ذلك؛ ليست هناك قواعد ثابتة لدى كل الكائنات تحكم على مدى منطقية الأحداث. في الحلم ترى أشياء عجيبة لا يمكن تصديقها مع ذلك لا تستغربها إطلاقاً و تتصرف معها بشكل طبيعي جداً كأنك لا ترى أي شيء غريب. كذلك المجنون يرى الأشياء وفق منطقه الخاص يرى الأشياء بعينه هو ليس كما تراها أنت و يتفاعل معها بمنطقه هو ليس بمنطقك أنت فيبدو لك مجنون. و المجنون بذلك هو من يختلف نمط إدراكه عن نمط إدراك بقية البشر العاديين، و يختلف منطق حكمه و بالتالي طريقة تفاعله عن البشر العاديين. كثيراً ما نسمع عبارة أن الجنون و العبقرية بينهما شعرة. ماذا لو كانت تلك الشعرة هي الفاصل الدقيق بين بين نهاية النمط البشري العادي في الادراك و التفكير و ما ورا
تعليق واحد
قراءة المزيد

تعريف بكتب مصطفى محمود (1) عصر القرود

غلاف الكتاب كتاب خفيف و شيق، يقع في مائة صفحة. يصف فيه الكاتب عصرنا هذا- أفترض أنه مازال نفس العصر -  بأنه عصر القرود. عصر انخسف فيه الإنسان و انحط إلى أدنى درجات البهيمية عندما أهمل روحه و عقله، و صار عبداً لجسده و شهواته. فيتحدث عن المرأة المرغوبة أو المرأة "السكس" -كما يسميها في الكتاب- تلك المائلة المميلة التي حولت نفسها لوجبة تنادي الآكلين. ثم يعرض مظاهر قدوم عصر القرود من فساد الأرض و البحر و الجو و حتى الفضاء على يد الإنسان، علاوة عن الفساد الخلقي المصطبغ بصبغة عقلية كاذبة. و ينتقل الكاتب إلى انتقاد الفهم الشائع عن الحب و الغرام؛ و يقدم مفهومه الخاص للعلاقة السليمة بين الرجل و المرأة و التي يرى أنها تعتمد على السكن و المردة و الرحمة كما ذكر القرآن لا على الحب  و يعتبر الكاتب الحب صنم العصر الذي يطوف حوله العاشقين. حيث يرى أنه لا يشكل أساساً قويماً تنبني عليه علاقة. و يبين كيف أن الرجل الفاضل لا ينجرف في تيار العشق؛ و دلل على ذلك بدعاء يوسف لربه  (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ) [يوسف:33]  و كذلك برأي الإ
إرسال تعليق
قراءة المزيد