التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أطفال عبده موته

باهتمام شديد شاهد المدرس الشاب مقطع فيديو يوضح أساليب شيقة في التدريس بإدماج الطلبة بدلاً من تلقينهم، و إشراكهم في إنتاج الأفكار ليستنتجوا بأنفسهم بدلاً من أن يشرح لهم المدرس بالأسلوب التقليدي.

قرر أن يجرب الطريقة مع طلبته، و اختار أن يسأل الطالب عن قدوته فإذا ما ذكر الطالب قدوته؛ استخرج منه الأسباب التي تجعله يعتبر هذا الشخص قدوته . و هكذا يدور النقاش في الفصل عن كيف حقق هذا الشخص نجاحه و كيف يمكن أن أنجح مثله.
و لتحفزه الشديد للفكرة قرر أن يضع قائمة بالأسماء التي يتوقع أن يختارها الطلبة كقدواتهم فيقوم بالتعرف أكثر على تلك الشخصيات حتى يستطيع أن يدير الحوار حولهم بشكل أفضل.

أحمد زويل- نجيب محفوظ-أفراد العائلة(الجد- الأب - الأم......) -محمد أبو تريكة-طه حسين- بعض الصحابة المشهورين.-بل جيتس- فاروق الباز.

*****


في الفصل

-المدرس: حسناً يا أولاد اليوم مختلف قليلاً.
لن أطلب منكم إخراج الكتب و لن أرى الواجب و لن أعاقب.
فقط سنتحاور قليلاً.
من يعرف معنى كلمة قدوة؟

تسري همهمة

-لا.. لا ..صحيح هذه الحصة مختلفة لكن ماحدش يتكلم دون استئذان.
قول أنت يا حسن.

- الطالب:"يعني حد نفسي أبقى زيه"

بالضبط

-عايز تقول حاجة يا محمد.

-"يعني حد عايز أبقى زيه"

- ما شاء الله عليك أضفت إضافة كبيرة جداً.
 ماشي شكراً كفاية تعريفات .
مين بقى هايقول لنا على قدوته؟
حسن برده؟ 
ماشي قول

الطالب: عبده موتة يا أستاذ.

ترى الحماسة دبت في وجوه الأطفال بينما المعلم لم يستوعب بعد ما سمع.
يصمت طويلاً ثم يقول
-قدوتك عبده موتة؟

يرد الطفل 
-آه
تتعالى أصوات الأطفال
- و أنا كمان يا أستاذ و أنا كمان يا أستاذ.

يصمت مرة أخرى ثم يقول 
-عبده موتة؟!
ماشي و إيه اللي عاجبك في عبده موتة؟

الطفل- جامد يا أستاذ.

تسري همهمة بين الأطفال
شفت لما مسك الولا.....السنجة اللي كانت.....شوفت لما ادى الولا بالــ.. طاب شوفت لما طلعلهم ...

لدقيقة يقف المدرس عابساً ناظراً للأطفال بحنق شديد، ثم يستدير ليستقبل السبورة .. بينما يكتب شيئاً ما يرفع صوته قائلاً:
-بس ..بس خلاص ..طلعوا الكتب، و افتحوا صفحة 29، و اللي ما عملش الواجب يقوم يقف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تحدد كونك مجنون أو عاقل؟

  هل أنت مجنون، أم عاقل؟ طبعاً عاقل؛ هل جننت؟ و ما أدراك أنك عاقل؟ كيف أبدو لك؟ دعك مني، ما دليلك على كونك عاقل? لا أتصرف كالمجانين. و هل يدرك المجنون أنه يتصرف كالمجانين؟ أقصد لا أرتدي ثياب ممزقة، و لا أضرب الناس، و لا أكلم نفسي، و لا أتخيل أشياء غير موجودة. و هل يدرك المجنون إتيانه لهذه التصرفات؟ حسناً، كيف تثبت أنت أنك عاقل؟ لا أستطيع أن أثبت ذلك؛ ليست هناك قواعد ثابتة لدى كل الكائنات تحكم على مدى منطقية الأحداث. في الحلم ترى أشياء عجيبة لا يمكن تصديقها مع ذلك لا تستغربها إطلاقاً و تتصرف معها بشكل طبيعي جداً كأنك لا ترى أي شيء غريب. كذلك المجنون يرى الأشياء وفق منطقه الخاص يرى الأشياء بعينه هو ليس كما تراها أنت و يتفاعل معها بمنطقه هو ليس بمنطقك أنت فيبدو لك مجنون. و المجنون بذلك هو من يختلف نمط إدراكه عن نمط إدراك بقية البشر العاديين، و يختلف منطق حكمه و بالتالي طريقة تفاعله عن البشر العاديين. كثيراً ما نسمع عبارة أن الجنون و العبقرية بينهما شعرة. ماذا لو كانت تلك الشعرة هي الفاصل الدقيق بين بين نهاية النمط البشري العادي في الادراك و التفكير و ما ورا

كيف نقيس مدى نجاح التعليم عبر الانترنت

       أحد مساوئ المقررات الهائلة المتاحة عبر الانترنت أنها ليست على درجة عالية من الفعالية، على الأقل اذا قيست الفعالية على أساس معدلات الإنجاز. فإتمام 20% من الطلاب لمقرر عبر الانترنت يعتبر انجاز هائل، و اتمام 10% أو أقل من الطلاب للمقرر هو المعدل العادي. لذا فإن المقررات المتاحة عبر الانترنت لا تزال في طور الهواية و لم تصل بعد لدرجة أن تكون بديل حقيقي للتعليم التقليدي. الداعمون للتعليم عبر الانترنت  يرون أن لغة الأرقام تصب في صالحه حيث أنه استطاع خلال فترة قصيرة أن يمهد للحدث الهائل المقبل على الانترنت –الجامعات. اذا حضر 100000 طالب مقرر مجاني عبر الانترنت و أتمه منهم 5000 فقط فإن الرقم ليس بهين. إن طبيعة المقررات المتاحة عبر الانترنت من حيث كونها رقمية و منشورة على الشبكة يجعل منها وسط مثالي لتقييم المحتوى. في وقت سابق هذا الأسبوع أعلنت جامعة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا تعاقدها مع احد مطوري المقررات المتاحة عبر الانترنت يوداسيتي Udacity لتصميم ثلاث مقررات تجريبية. و قد ذكروا أن المؤسسة الوطنية للعلوم وافق

تعريف بكتب مصطفى محمود (1) عصر القرود

غلاف الكتاب كتاب خفيف و شيق، يقع في مائة صفحة. يصف فيه الكاتب عصرنا هذا- أفترض أنه مازال نفس العصر -  بأنه عصر القرود. عصر انخسف فيه الإنسان و انحط إلى أدنى درجات البهيمية عندما أهمل روحه و عقله، و صار عبداً لجسده و شهواته. فيتحدث عن المرأة المرغوبة أو المرأة "السكس" -كما يسميها في الكتاب- تلك المائلة المميلة التي حولت نفسها لوجبة تنادي الآكلين. ثم يعرض مظاهر قدوم عصر القرود من فساد الأرض و البحر و الجو و حتى الفضاء على يد الإنسان، علاوة عن الفساد الخلقي المصطبغ بصبغة عقلية كاذبة. و ينتقل الكاتب إلى انتقاد الفهم الشائع عن الحب و الغرام؛ و يقدم مفهومه الخاص للعلاقة السليمة بين الرجل و المرأة و التي يرى أنها تعتمد على السكن و المردة و الرحمة كما ذكر القرآن لا على الحب  و يعتبر الكاتب الحب صنم العصر الذي يطوف حوله العاشقين. حيث يرى أنه لا يشكل أساساً قويماً تنبني عليه علاقة. و يبين كيف أن الرجل الفاضل لا ينجرف في تيار العشق؛ و دلل على ذلك بدعاء يوسف لربه  (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ) [يوسف:33]  و كذلك برأي الإ